أطلق مركز مدى النسخة الثالثة للحدث السنوي GREAT بشكل مختلف وأكثر ابتكارًا بحضور متميّز لأكثر من 1,300شخصًا من 18 دولة. جاء الحدث في يومي الخامس والسادس والعشرين من أغسطس كخطوةً نوعيةً للمركز رغم التحديات التي تفرضها الظروف الراهنة التي يشهدها العالم والواقع الذي تفرضه جائحة فيروس كورونا (كوفيد – 19)، واستمرارًا لاستراتيجية مدى المتوافقة مع رؤية قطر 2030 والهادفة إلى توطيد معاني الشمولية الرقمية وبناء مجتمع تكنولوجي قابل للنفاذ لذوي القيود الوظيفية – ذوي الإعاقة والمتقدمين في السن وإطلاق الإمكانات الكامنة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومن خلال بناء القدرات ودعم تطوير المنصات الرقمية القابلة للنفاذ. و تنفيذاً لاستراتيجيته الداعمة للابتكار؛ فقد قام بتنظيم الحدث وتقديمه بشكل افتراضي قابل للنفاذ تحت شعار “الشمول الرقمي” والذي سلط الضوء على أحدث الابتكارات باللغة العربية وأفضل الممارسات والمواضيع في مجال نفاذ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وعلى الرغم من أن GREAT Talks 2020 كان حدثًا افتراضيًّا لهذا العام، إلّا أن مدى حرص على تهيئة البيئة وكافة الوسائل التي جعلت منه حدثًا متميزًا قابلًا للنفاذ ، حيث تم توفير ترجمة لغة الإشارة والترجمة الفورية باللغتين العربية والإنجليزية، مما ساعد الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية على متابعة الجلسات والتفاعل معها. بالإضافة إلى تطبيق معايير النفاذ الرقمي على موقع الحدث (المنصة الالكترونية) في كافة المراحل ابتداءً من صفحة التسجيل؛ مرورًا باختيار الجلسات؛ ووصولًا إلى أجندة الحوار والمتحدثين وحضور الجلسات.
ونظرًا لتسارع وتيرة التغيير التكنولوجي في الوقت الراهن والتي تدفع الناس للوصول إلى جميع أنواع المعلومات وأداء معظم الأنشطة بشكل افتراضيٍّ بمجرد الاتصال بالإنترنت، كان لا بدّ من تسليط الضوء على الفجوة الرقمية التي تؤدي إلى استبعاد بعض فئات المجتمع التي لا يمكنها التواصل بشكل فعّال والتعامل مع التكنولوجيا غير القابلة للنفاذ؛ ولا سيّما الأشخاص ذوي الإعاقة والمتقدمين في السن. ولضمان أن لا تترجم هذه الفجوة الرقمية إلى مزيد من عدم المساواة في المجتمع، ركزت هذه النسخة من GREAT على الشمول الرقمي والجهود المبذولة لسد تلك الفجوة الرقمية حيث ضم الحدث تسع عشرة جلسة تنوعت محاورها بين أبرز المبادرات والإنجازات في مجالات التعليم الرقمي الشامل والثقافة والمجتمع الرقمي الشامل، بالإضافة إلى تعزيز النفاذ الرقمي والابتكار في حلول نفاذ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باللغة العربية، إلى جانب مشاريع الأبحاث المتخصصة الأولى من نوعها لفائدة الأشخاص من ذوي القيود الوظيفية (ذوي الإعاقة والمتقدمين في السن).
سلّط GREAT Talks الضوء على أهمية تمكين قطاع التعليم لضمان نظامٍ تعليميٍّ شاملٍ على جميع المستويات والتعلم المستمر من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وركز الحدث عبر مجموعة من الجلسات على أهمية النفاذ الرقمي إلى المناهج باللغة العربية، وتحديات التعليم عن بعد للطلاب من ذوي الإعاقة. كما تمت تغطية عدد من الحوارات التي ركزت على تمكين قطاع الثقافة والمجتمع لضمان مجتمع رقمي شامل للجميع من خلال تبنّي مفهوم النفاذ الرقمي في السياسات التنظيمية وتسليط الضوء على المفاهيم والأساليب المبتكرة في النفاذ إلى الإعلام ووسائل الاتصال والتواصل وكذلك المواصلات.
وفي مجال النفاذ الرقمي، حرص GREAT Talks على تقديم عدد من الجلسات التي تطرقت إلى أفضل الممارسات والمعايير الدولية في النفاذ الرقمي والتصميم الشامل وأهم واجهات المستخدم القابلة للنفاذ ومدى مواكبة دولة قطر للنفاذ الرقمي الشامل. كما تناول الحدث النظام البيئي للابتكار في مجال نفاذ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز التكنولوجيا المساعدة المحلية والمُعرّبة في المنطقة العربية وأحدث حلول التكنولوجيا المساعدة في العالم العربي؛ لمواكبة أحدث التطورات التكنولوجية وأمثل الطرق للتعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنفاذ الرقمي العالمي بشكلٍ أكثر كفاءةٍ وفاعليةٍ؛ لا سيّما في ظل الأزمات والتحديات والتغييرات العالمية المتواصلة.
وفيما يتعلق بالابتكار وجهود مدى الحثيثة في تعزيزه ودعم المبتكرين، فقد سلّط GREAT Talks الضوء على أهمية بحوث نفاذ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كجزء لا يتجزأ من استراتيجية المركز، حيث استعرض الحدث عدد من الجلسات التي تناولت البحوث الخاصة بالأشخاص من ذوي التوحّد.كما تم إبراز الإنجازات والمشاريع التي قام بها المركز في هذا المجال كمشروع “جملة” للغة الإشارة، بالإضافة إلى مشروع “بريل العربي الموحد”؛ إيمانًا منه بأهمية إثراء وتعزيز التكنولوجيا المساعدة المحليّة والمُعرّبة وتحقيق المزيد من الشمولية في دولة قطر وخارجها.
تعدّ تجربة حدثGREAT Talks الافتراضي إضافةً تقدّميةً لمنظومة التعليم الرقمي الشامل والتعلم والابتكار في التواصل في عالم متغير وأكثر حيوية، فلقد تميز بالمرونة وشكل فرصة فريدة للتعامل الفعال مع تكنولوجيا العالم الافتراضي المتنامي الذي يتم فيه تجاوز المكان والزمان لمشاركة الخبرة والتعلم والمعرفة في بيئة أكثر أمانًا وسلامة.